التعليم الحالي لدولة الإمارات...

التعليم هو الركيزة الأساسية التي تبنى عليها حضارات الشعوب وإذا كنا بصدد تاريخ مسيرة التربية والتعليم على مدى تسعين عاماً فذلك لكي نلمس مدى ما أعطته الدولة – وما تزال تقدمه – لهذا المجال الحيوي والهام من مقومات الحياة والنمو.




والتعليم في البداية مثله كمثل الوليد يحتاج إلى الرعاية والاهتمام ومده بأسباب التطور والنمو والازدهار.. وقد كان لحكام هذه المنطقة اهتمامهم البالغ بالتعليم وزيادة روافده وتشجيع من يقومون عليه حسب الامكانات المتاحة حينذاك.



وشاهدنا على ذلك تلك المدارس القديمة وشيوخ العلم الذين نهلوا من العلوم ومن كتاب الله تعالى ما استطاعوا، حيث كانت الدراسة في تلك العصور دينية الصبغة لتساير البيئة وتواكب النشأة الأولى لها، وكان لاسهامهم في العملية التعليمية الأثر الجليل في تربية وتهذيب النشء .



ويعود اهتمام سكان الإمارات بالتعليم منذ القدم إلى تعلقهم بالتراث الاسلامي والمحافظة عليه حيث كانت العلوم الدينية هي صاحبة السيادة .



وكانت فئة التعليم القديم والتي سبقت المدارس الدينية النظامية قد انتشر فيها العديد من المدارس بجميع أرجاء الإمارات حيث كانت الدراسة بها طوال اليوم في الفترة الصباحية والمسائية ويجلس المطوع والدارسون على الأرض يتعلمون قراءة القرآن وحفظه وكان مشايخ العلم قد تتلمذوا على يد شيوخ علم كذلك وفدوا من المملكة العربية السعودية والمغرب وتولوا التعليم في الإمارات بعد ذلك .



كانت بداية المسيرة التعليمية في الإمارات بمشاركة الحكومات ومشايخ العلم والأدباء في ذلك الوقت ورغم قلة المدارس النظامية كانت هناك عدة مدارس تقام في المناطق السكنية وحسب الإمكانات المتوفرة .



وصلت أول بعثة من دولة الكويت الشقيقة مع بداية التعليم النظامي الحديث وقد شجعت حكومات الإمارات ذلك ووقفت إلى جانب تعليم البنين والبنات وساهمت بقسط كبير في ظهور الحركة التعليمية الحديثة واستمر الحال حتى قيام الدولة عام 1971م، فكان من أولويات مشاريعها الاتحادية بناء المدارس الحديثة، وكان رئيس الدولة هو صاحب الفضل في هذه الطفرة التعليمية الحديثة بأبوظبي منذ تولى سموه الحكم عام 1966م في إمارة أبوظبي ومنذ توليه رئاسة اتحاد الإمارات أرسى دعائم المؤسسات التعليمية .



ومن هنا كان إنشاء المدارس شبه النظامية والتي عنيت في المقام الأول بالمواد الشرعية من فقه وتوحيد، وسيرة وعبادات، وبالمواد العامة من تاريخ وحساب، وتربية وطنية، كما وجهت اهتماماً كبيراً للأدب شعره ونثره، ولقواعد اللغة العربية نحوها وصرفها.



وتعد إمارة الشارقة سباقة في افتتاح المدارس شبه النظامية فقد تم افتتاح مدرسة التيمية المحمودية في عام 1325هـ - 1907م... ثم تلتها إمارة دبي فافتتحت المدرسة الأحمدية في عام 1320 هـ - 1912م ثم بعد ذلك انتشرت المدارس الأخرى .



وقد تكفل التجار بنفقات ما افتتحوه من مدارس وزودوها بحاجتها من معلمين ومقاعد وكتب وقرطاسية، وتكفل الطلاب بدفع أجور المعلمين ونفقات الدراسة الأخرى التي لم تجد من التجار كفيلاً، وكان يعفي من دفعها الفقير واليتيم .



كما حرصت الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم منذ نشأتها سنة 1971م على تطوير الخدمات التعليمية في جميع المجالات وكرست اهتمامها البالغ للتوسع في الميدان التعليمي فأنشأت رياض الأطفال إلى جانب التعليم العام وإدارة للمناهج والكتب المدرسية ومراكز للتأهيل التربوي ومناطق تعليمية تشرف إشرافاً مباشراً على مدارس كل منطقة تعليمية، وحرصت الوزارة على التنظيم الشامل للعمل التربوي بإصدار الهيكل التنظيمي سنة 1987م الذي ينظم صلاحيات القطاعات والأقسام كما أضافت الوزارة رافداً تربوياً للأنشطة المدرسية تمثل في إقامة المهرجان الختامي السنوي للأنشطة المدرسية والمخيمات الكشفية على مستوى الدولة ورعاية المواهب الشابة واهتمت بالمتفوقين في جميع المجالات وتشجيعهم عن طريق المسابقات المستمرة بين المناطق في شتى العلوم والأنشطة المختلفة والتي تعتبر رافداً آخر من الروافد الأساسية للأنشطة المدرسية طوال العام الدراسي .